الكون يدور مرة كل 500 مليار سنة: حل لغز الفيزياء

كتب – رامز يوسف:

في عام 1929، نشر عالم الفلك إدوين هابل بحثًا يُظهر تمدد الكون. وأدى ذلك إلى ظهور ثابت هابل، وهو الرقم الذي يصف سرعة تمدد الكون.

لكنه في النهاية خلق لغزًا، يُسمى توتر هابل، لأن هذا التمدد الكوني يختلف باختلاف الأجسام الكونية المستخدمة لقياسه.

يمكن لنموذج رياضي جديد حل توتر هابل بافتراض دوران الكون.

يشير البحث الجديد، الذي نُشر في مارس في مجلة “الإشعارات الشهرية للجمعية الفلكية الملكية”، إلى أن كوننا يُكمل دورة واحدة كل 500 مليار سنة. يمكن لهذا الدوران فائق البطء أن يحل التناقض بين القياسات المختلفة لثابت هابل.

قال الباحث المشارك في الدراسة، استفان زابودي، وهو عالم فلك في معهد علم الفلك بجامعة هاواي في مانوا: “يشوب نموذج الكون التوافقي القياسي بعض الثغرات. يمكن للدوران البطيء للكون أن يحل لغز هابل”.

يقيس علماء الفلك معدل تمدد الكون بعدة طرق. تتضمن إحداها دراسة المستعرات العظمى – وهي حالات الموت الانفجاري للنجوم العملاقة – وقياس سرعة انحسارها. أما الطريقة الأخرى فتستخدم إشعاع الخلفية الكونية الميكروي، وهو الإشعاع الموجود بعد 380 ألف عام من الانفجار العظيم. ومع ذلك، يختلف هذان القياسان بنحو 10%.

فكرة دوران الكون ليست جديدة؛ فقد طرحها عالم الرياضيات كورت جودل في ورقة بحثية نُشرت عام 1949 في مجلة مراجعات الفيزياء الحديثة. كما استكشف باحثون آخرون، مثل ستيفن هوكينج، هذه النظرية. في الدراسة الجديدة، طبّق الفريق الدوران على توتر هابل. لأن جميع الأجرام السماوية – بما في ذلك الكواكب والنجوم والمجرات والثقوب السوداء – تدور، فإن هذا السلوك يمتد بشكل طبيعي إلى الكون ككل، كما اقترح مؤلفو الدراسة.

وقال زابودي: “لدهشتنا الكبيرة، وجدنا أن نموذجنا مع الدوران يحل هذه المفارقة دون أن يتعارض مع القياسات الفلكية الحالية”.

إن السرعة الجليدية المقترحة التي قد يدور بها الكون بطيئة جدًا بحيث يصعب رصدها، لكنها ستظل تؤثر على معدل تمدده ولا تتطلب فيزياء جديدة.

ومع ذلك، لم يتضمن النموذج سوى بعض الفيزياء التي يُعتقد أنها مؤثرة. قال زابودي: “نحن نستخدم فيزياء نيوتن مع بعض المدخلات من النسبية العامة.. سيكون من المرغوب فيه وجود معالجة كاملة للنسبية العامة”.

وأوضح أيضًا أن عملهم يفترض أن الكون متجانس ولم تتغير كثافته مع تطوره. في الدراسات المستقبلية، سيقارن الفريق نموذج الكون الدوار بنماذج كونية أخرى.

المصدر: Live Science

اقرأ أيضا:

هل عثر العلماء أخيرًا على المادة المفقودة في الكون؟

قد يعجبك أيضًأ