كتب – باسل يوسف:
يقول العلماء إن حفرية “نملة الجحيم” المُكتشفة حديثًا قد تكون أقدم نملة تُكتشف على الإطلاق.
وفقًا لدراسة جديدة نُشرت في 24 أبريل في مجلة “كارنت بيولوجي”، عُثر على هذه الحشرة المتحجرة فيما يُعرف الآن بشمال شرق البرازيل، وعاشت قبل حوالي 113 مليون سنة، خلال العصر الطباشيري (منذ 145 مليون إلى 66 مليون سنة).
وقال أندرسون ليبيكو، الباحث في متحف علم الحيوان بجامعة ساو باولو في البرازيل، في بيان: “اكتشف فريقنا نوعًا جديدًا من أحفورة النمل، يُمثل أقدم سجل جيولوجي لا جدال فيه للنمل”. ما يجعل هذا الاكتشاف مثيرًا للاهتمام بشكل خاص هو أنه ينتمي إلى نوع “نمل الجحيم” المنقرض، المعروف بتكيفاته الغريبة على الافتراس.
كان لهذا النوع القديم من النمل، الذي أطلق عليه الباحثون اسم Vulcanidris cratensis، فكّان يشبهان المنجل، متجهان للأعلى، ربما كانا يستخدمان لاصطياد فريسته وطعنها. وصرح ليبيكو: “على الرغم من كونه جزءًا من سلالة قديمة، إلا أن هذا النوع أظهر بالفعل سمات تشريحية عالية التخصص، مما يشير إلى سلوكيات صيد فريدة”.
يوجد أكثر من 12 ألف نوع من النمل على الأرض اليوم، ويمكن العثور عليها في بيئات متنوعة، من الغابات المطيرة إلى الصحاري. وهي تنتمي إلى فصيلة Formicidae، وهي جزء من رتبة غشائيات الأجنحة (التي تشمل أيضًا النحل والدبابير). ويُعتقد أن النمل قد تطور من أسلاف شبيهة بالدبابير منذ حوالي 140 مليون سنة.
كان نمل هايدوميرميسيناي، المعروف أيضًا باسم “نمل الجحيم”، فصيلة فرعية منقرضة من النمل القديم عاشت خلال تلك الفترة. واكتُشفت أنواع سابقة من نمل الجحيم في حفريات الكهرمان في ميانمار وفرنسا وكندا، يعود تاريخها إلى حوالي 100 مليون عام، وكانت تُعتبر حتى الآن أقدم حفريات النمل المعروفة.

امتلك نمل الجحيم، بنية رأس وفك غريبة لا تشبه أي شيء يُرى في النمل الحديث، بفكوك منحنية للأعلى بدلًا من فكوك منحنية للداخل أو للأسفل مثل النمل الحديث، وكانت قادرة على الانغلاق رأسيًا. كما امتلك العديد من الأنواع نتوءات تشبه القرون فوق أفواهها، يُعتقد أنها كانت تلتصق بالفكوك لاصطياد الفريسة. حتى أن إحدى الحفريات التي يبلغ عمرها 99 مليون عام، صوّرت نملة جحيم وهي تقتل فريستها، متجمدة في الكهرمان أثناء هجومها.
حُفظ هذا النوع الجديد من نملة الجحيم في الحجر الجيري ضمن تكوين كراتو كونسيرفات-لاجيرشتات الجيولوجي في البرازيل، الذي كان يقع شمال قارة جوندوانا العملاقة القديمة. ثم أعاد باحثون اكتشاف الأحفورة ضمن مجموعة محفوظة في متحف علم الحيوان بجامعة ساو باولو.
اكتشف الباحثون أيضًا أن هذا النوع الجديد من النمل يرتبط على الأرجح ارتباطًا وثيقًا بنمل جهنمي آخر عُثر عليه محفوظًا في كهرمان في ميانمار، مما يعني أن النمل انتشر على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم في وقت أبكر مما افترضه العلماء.
وقال ليبيكو: “إن العثور على نملة متخصصة تشريحيًا كهذه من قبل 113 مليون سنة يتحدى افتراضاتنا حول سرعة تطوير هذه الحشرات لتكيفات معقدة.. يشير شكلها المعقد إلى أن حتى هذه النملات المبكرة قد طورت بالفعل استراتيجيات افتراس متطورة تختلف اختلافًا كبيرًا عن نظيراتها الحديثة”.
المصدر: Live Science
اقرأ أيضا: