كتبت – شيرين فرج:
كثير منا يصاب بالصداع. وكثير من ينسى مكان الموبايل أو أسماء الأشخاص الذين نعرفهم. وعادة ما نفسر هذه اللحظات بأنها نتيجة للتوتر أو الإرهاق أو مجرد انشغال الذهن.
لكن هذه الأعراض الشائعة، قد تُشير، في حالات نادرة، إلى شيء أكثر خطورة: ورم في الدماغ.
كيف يُمكنك إذن التمييز بين ورم الدماغ وصداع التوتر العادي، أو التوتر، أو قلة النوم، أو حتى صداع قلة النوم؟
وغالبًا ما يتجاهل المرضى والأطباء الأعراض المبكرة، ما يؤدي أحيانًا إلى تأخير التشخيص.
وحسب دراسة سابقة فإن الناس غالبًا ما يتجاهلون العلامات التحذيرية. وهذه مشكلة في حد ذاتها لأن أورام الدماغ تتطلب علاجًا أكثر تدخلاً إذا لم تُكتشف مبكرًا.
غالبًا ما تُشبه أعراض أورام الدماغ التجارب اليومية – كالتعب، والتوتر، والصداع النصفي، أو انقطاع الطمث – وتتداخل مع حالات أكثر شيوعًا كالقلق، والتهابات الجيوب الأنفية، والصداع المزمن.
فيما يلي 7 أعراض وصفها المرضى، وكان من السهل الخلط بينها جميعًا.
وجود واحد أو أكثر من هذه الأعراض لا يعني بالضرورة إصابتك بورم دماغي. ولكن إذا شعرتَ باستمرار بوجود شيء “غير طبيعي” أو غير مألوف في جسمك، فمن المفيد الذهاب إلى الطبيب.
صعوبة في إيجاد الكلمات
لاحظ بعض المرضى صعوبة في التفكير بكلمات محددة، أو تكوين جمل كاملة، أو المشاركة في المحادثات دون تأخير. قال أحد المرضى إن التجربة بدت “غريبة وغير مألوفة”، لكنهم تجاهلوها في حينها.
دوّن مريض آخر أعراضه لأنه لم يستطع التعبير عنها بصوت عالٍ، لعلمه أن هناك مشكلة ما، لكنه “لم يستطع شرح ما يحدث لأي شخص”.
قد ترتبط مشاكل إيجاد الكلمات أحيانًا بالتعب أو التوتر أو حتى القلق – ولكن عندما تستمر أو تظهر فجأة، فقد تتطلب مزيدًا من الفحص.
ضباب الدماغ
وصف العديد من المرضى حالة ضبابية عامة: صعوبة في التركيز أو التفكير بوضوح أو تذكر الأشياء. حجز أحدهم موعدًا مع طبيب عام، ولكن بحلول الوقت الذي حان فيه الموعد، كان قد نسي سبب حدوثه، ما أدى إلى تشخيص خاطئ.
يمكن أن يكون لضباب الدماغ العديد من المحفزات، بما في ذلك انقطاع الطمث، وقلة النوم، أو التوتر. يتذكر أحد الأشخاص القريبين من مريضة: “عندما ظهرت الأعراض، كان الجواب: إنها تمر بانقطاع الطمث”.
ولكن عندما يصاحب ضباب الدماغ تغيرات عصبية أخرى، مثل مشاكل في الكلام أو الرؤية، فمن المهم الانتباه.
خدر أو وخز
أبلغ بعض الأشخاص عن وخز أو خدر ينتقل في جميع أنحاء الجسم. لاحظ مريضان أنه يؤثر على جانب واحد فقط: “نصف الجانب السفلي الأيمن من وجهي، ونصف لساني، ونصف الجزء الداخلي من فمي”.
يمكن أن يحدث هذا عندما يؤثر الورم على مناطق التحكم الحسي أو الحركي في الدماغ – وهي المناطق التي ترسل وتستقبل الإشارات إلى أجزاء مختلفة من الجسم. في حين أن للخدر تفسيرات أخرى (مثل انحباس الأعصاب، أو ضعف الدورة الدموية، أو الصداع النصفي)، يجب دائمًا التحقق من الأعراض الجديدة أو التي تصيب جانبًا واحدًا.
اضطراب الرؤية
كانت التغيرات في الرؤية علامة مبكرة أخرى. عانى أحد المرضى من ازدواج الرؤية أثناء مشاهدة التليفزيون، وافترض أنه بحاجة إلى نظارات جديدة. وقال آخر إن الخطوط المستقيمة بدت منحنية “ظننتُ أنهم أرسلوا لنا مجموعة من الأكواب المشوهة لأنها جميعها بيضاوية، فنظر إليّ الناس قائلين: ما الذي تتحدث عنه؟”.
يمكن أن يكون للتغيرات البصرية أسباب عديدة، بما في ذلك إجهاد العين أو الصداع النصفي. لكن التشوهات المفاجئة أو غير العادية – خاصةً عندما تحدث بالتزامن مع أعراض عصبية أخرى، مثل الصداع، والدوار، وصعوبة الكلام، والضعف أو الخدر في جانب واحد من الجسم، أو مشاكل في التنسيق – تستدعي عناية طبية.
الكتابة اليدوية غير المنتظمة
لاحظ كثير من المرضى تغيرًا في ترابط حركة اليد والعين لديهم. يتذكر أحدهم: “كانت هناك لحظة لم أستطع فيها الكتابة. كنت أكتب بعض الملاحظات في اجتماع، ثم أصبحت الكتابة غير منتظمة للغاية”.
قد تكون التغيرات البسيطة في الترابط ناتجة أحيانًا عن التعب أو تشتت الانتباه، لكن التدهور المستمر في الكتابة أو المهارات الحركية الدقيقة أو التوازن قد يشير إلى مشاكل في مناطق التحكم الحركي في الدماغ، المسؤولة عن تنسيق حركات مثل الكتابة أو ربط أزرار القميص.
تغيرات الشخصية
قد يكون تغير السلوك أو المزاج خفيًا ولكنه ذو دلالة. اعتقد أحد المرضى أن انفعاله وفقدانه الحافز مجرد علامات على الإرهاق النفسي: “لم أربط بينهما حقًا. أردت فقط التقاعد لأنني سئمت من ذلك”.
من الطبيعي أن تتقلب الشخصية مع تغيرات الحياة أو التوتر، لكن الاختلافات المفاجئة أو الملحوظة، خاصةً مع أعراض أخرى، قد تشير إلى شيء أكثر خطورة.
الصداع
الصداع شائع وعادةً لا يدعو للقلق. لكن بالنسبة لبعض المرضى، كان الألم مستمرًا ومتواصلًا، واستمر لأسابيع. قال أحدهم: “استمر لأكثر من أسبوع، وكان يأتي يوميًا تقريبًا”.
المصدر: The Conversation
اقرأ أيضا: