صورة اليوم.. مئات المجرات تضيء الكون الوليد

عنقود مجرات Abell S1063
عنقود مجرات Abell S1063
كتب – رامز يوسف:

تُظهر صورة مذهلة نشرتها وكالة الفضاء الأوروبية، العنقود المجري الضخم Abell S1063، الذي يقع على بُعد حوالي 4.5 مليار سنة ضوئية من الأرض.

التُقط هذا العنقود المجري بواسطة تلسكوب ويب بتفاصيل مذهلة.

وفقًا لوكالة الفضاء الأوروبية، تُعرف هذه الصورة باسم “المجال العميق”، وهو تعريض ضوئي طويل لمنطقة واحدة من السماء، يجمع أكبر قدر ممكن من الضوء لتسليط الضوء على المجرات الأكثر خفوتًا وبعدًا والتي لا تظهر في الصور العادية.

مجرات بداية الكون

تتكون هذه الصورة من 9 لقطات منفصلة التُقطت بأطوال موجية مختلفة للأشعة تحت الحمراء القريبة على مدار ما يقرب من 120 ساعة، وتمثل أعمق وأدق رؤية لهدف واحد التقطها تلسكوب ويب حتى الآن.

بفضل تأثير عدسة الجاذبية لعنقود Abell S1063، يمكن لعلماء الفلك النظر إلى الماضي بشكل أعمق من أي وقت مضى، وربما مشاهدة بعض المجرات الأولى في الكون.

في هذه الصورة الجديدة لتلسكوب جيمس ويب الفضائي، يبدو أولًا الوحش المركزي الهائل، وهو عنقود المجرات Abell S1063. وقالت وكالة الفضاء الأوروبية: “تقع هذه المجموعة الهائلة من المجرات، على بُعد 4.5 مليار سنة ضوئية من الأرض في كوكبة الكركي”.

تُحيط بهذه المجموعة الكثيفة من المجرات الثقيلة خطوط متوهجة من الضوء، وهذه الأقواس المشوهة هي محور اهتمام العلماء الحقيقي: مجرات خافتة من ماضي الكون السحيق”.

يُعد عنقود Abell S1063 أحد أكثر العناقيد المجرية كثافةً، ويحتوي على مئات المجرات المترابطة بفعل الجاذبية.

تجعله كتلته الهائلة مثالاً ممتازًا على عدسة الجاذبية – وهي ظاهرة كونية حيث تعمل جاذبية العنقود على انحناء الضوء القادم من المجرات البعيدة خلفه وتضخيمه.

يسمح هذا التأثير لعلماء الفلك برصد مجرات خافتة وبعيدة للغاية، والتي لولا ذلك لكانت خارج نطاق رصدنا.

وحسب بيان وكالة الفضاء الأوروبية: “تُظهر هذه الصورة غابة مذهلة من أقواس التضاد الثقالي حول مجرة ​​Abell S1063، والتي تكشف عن مجرات خلفية مشوهة على مسافات كونية متفاوتة، إلى جانب العديد من المجرات الخافتة وملامح لم تُرصد من قبل”.

تساعد هذه الملاحظات العلماء على استكشاف عصر الفجر الكوني – الفترة التي تلت الانفجار العظيم بفترة وجيزة.

استكشاف الفجر الكوني

يشير مصطلح الفجر الكوني إلى فترة في تاريخ الكون بدأت فيها النجوم والمجرات الأولى بالتشكل والتألق. حدث هذا العصر المحوري بين 100 مليون ومليار سنة تقريبًا بعد الانفجار العظيم.

خلال العصور المظلمة، كان الكون قد برد بدرجة كافية لتكوين الهيدروجين المحايد، ولكن لم تكن هناك أي أجسام مضيئة لإضاءته بعد.

شهد ولادة النجوم الأولى – التي غالبًا ما كانت ضخمة وقصيرة العمر – بداية الفجر الكوني. أصدرت هذه النجوم إشعاعات فوق بنفسجية مكثفة، ما أدى تدريجيًا إلى تأين غاز الهيدروجين المحيط بها في عملية تُعرف باسم إعادة التأين.

وبسبب هذه، تحول الكون من بيئة باردة ومعتمة إلى بيئة شفافة للضوء، وبالتالي تبلوت البنية الكونية الهائلة.

حقوق الصورة: وكالة الفضاء الأوروبية/ويب، ناسا، ووكالة الفضاء الكندية، هـ. أتيك، م. زماني

اقرأ أيضا:

كيف تشاهد المذنبين C/2025 A6 Lemmon وC/2025 R2 SWAN

قد يعجبك أيضًأ